الجمعة، 12 مارس 2010

على مصطبة شيخ البلد 9

المجذوب
1187393439
الى شجرة كافور عتيقة بمدخل الحارة القديمه أسند ظهره ليخرج انفاس سيجارته بطريقته المعتادة. يبدو عليه علامات التفكير العميقة . كانت انامله تتجمد من برودة الشتاء بعد منتصف ليل القاهره . كانت رحلته ستبدأ للسير على درب الهوى الذى شهد حكاية حبه . لحظات التفكير تمتد ليفيق على شرطى الدوريه يتسول سيجارته كالمعتاد. يخبره بضحكته المعهودة وهو يلقى اليه بواحدة بأنها أخر واحدة لديه . ويهم للذهاب بعيدا ليسبح فى عالم من صنع خياله
أمام احد البنايات الحكوميه يدفئ يديه على برميل قمامة مشتعل . يدعوه حارس البناية لكوب شاى يشكره بابتسامه ويواصل السير
أمام ابواب السور  من حول حديقة قصر يسكنه سيد من عظماء القوم يتوقف كى يلقى نظره . يسبح بعينيه بعيدا الى تلك النافذة المضاءة. يلمح بعينيه خيالات تتراقص على انغام موسيقى لا يسمعها.
تفر من عينيه دمعه يخشى ان تفضح سره يمسحها ويضحك فى خجل .... بجوار الباب الموصد بالسور من حول حديقة تحيط بقصر يسكنه سيد من عظماء القوم يجلس ايوب البواب اعتاد ان يراه يمر امامه فى كل ليل يدعوه ليشاركه الشاى  بابتسامه بسيطة يعتذر اليه و فى خجل يواصل فى الليل السير
يخرج من جيب قميصه اوراق . من بين تلك الاوراق تسقط أمامه صوره لسيدة موقع اسفلها حبيبتك ..... اسم السيدة ضاعت معالمه من كثرة قبلاته للاسم .
ينظر فى شفقه للصورة يهم ليخطفها سريعا تنشطر الصوره نصفين . نصف فى جيبه خبئه والأخر طار ليسقط فى النار اسفل ابريق الشاى .
يتساءل البواب فى حيره عن صوره يحملها مجذوب أخرس لسيدة القصر . اخبره وهو يهرب منه .وبصوت اجش باكى ... حبيبتى اسيره داخل أسوار القصر.

الثلاثاء، 9 مارس 2010

على مصطبة شيخ البلد 8

صحه يا عبد العال

جلس أمام الخص المصنوع من عيدان القصب على أريكته المصنوعة من بقايا نورج قديم امامه وضع ركية نار . دس بداخلها ابريق الشاى . كانت عين العجوز أشد حمره من حمرة الجمرات الملتهبة . كان شاربه الذى لم يعرف يوما معنى التهذيب يتدلى فى كوب الشاى الكوبيه المغلى للمرة المئه .
كانت برودة الجو تخترق المعطف القديم لتجبره على الاقتراب اكثر من نار الجمر وضع شاله الصوفى ولفه كمحترف حول رأسه .أغلق كل مداخل الوجه حتى اذنيه لم يعبه لكونه حارس لأحدى حدائق الفاكهة يرجوا اهلها يقظة حارسها.
الانوار الخافتة إلا من لهيب الجمرات أمامه كانت تبعث على وجهه انوار حمراء تزيد وجهه رعب يعتقد كل من يراه انه شيطان . كان مجرد ذكر أسمه كحارس لحديقة فاكهه يبعث الرعب فى قلوب معتاد السرقة.
يعبث بأعواد الحطب فى الجمرات المتوهجة امامه يطعمها ببعض منها لتتوهج اكثر . كان لهيب النار وأنوارها وسط ظلمة ليله تجلب اليها حشرات الفاكهة وضفادع الغيطان . كانت قفزات الضفادع السريعة حوله تبدو له كأنها تتراقص فرحا به . كانت احيانا تصطدم بوجهه فيلعنها ويلقيها بين جمرات النار .
باحتساء كوب الشاى فى يده يبدأ رحلة أعداد الكوب التالى كل ما عليه وضع قليل من ماء القله الموضوعه بجواره وبعض من السكر الموجود فى قرطاس يدفنه اسفل اريكته باستمرار .لا يحتاج الامر لغسيل الابريق ولا يحتاج لوضع الشاى فالتفل المتراكم منذ شهور يكفى لذالك.
مذاق الشاى الليله لم يكن كمذاقه من قبل . اعطاه مذاقه احساس ملكيا .ملك يجلس فى اسفاره فى الصحراء من حوله جوارى وغلمان يعدون له وليمة لحم مشوى ويعدون له شاى مغلى للمرة المئه ايضا .
كان يبرم اطراف شاربه ومن فرط احلامه صارت احلامه حقيقة وراحة اللحم المشوى حقيقة ورقص الغلمان حقيقة . بانتهائه من صلاة الفجر يهم ليعود لداره يدفن قرطاس السكر اسفل اريكته ويحمل ابريق الشاى وعصاه الملتوية الموروثة عن جده الاكبر .
تسمر ينظر بألم الى داخل ابريق الشاى كانت عيناه تضيق وتتسع كلما تبين له بقايا الضفادع المطهية بإبريق الشاى . يتمتم بكلمات شامتا فيها لقد نالت الضفادع جزاءها وماتت بإبريق الشاى .
صوت تتريعاته تعلو ...... صوت من بعيد يردد..... صحه يا عبد العال!!!

الاثنين، 1 مارس 2010

برحيلك يا فارسى أغلقنا ميادين الحرب

39e8e94d4e
كانت تجلس امام نافذتها المغلقة
بجوار أريكتها المكسورة الأرجل
جراء أحداث الحرب .
كانت تلهث
دقات قلبها تتعالى
و أمطار العرق تتساقط .
اسندت رأسها الى الوراء قليلا
وحركت أناملها على فسيفساء جسدها
تتلمس اثار قبلاته.
امام مرآتها وقفت تنظر الى خطوط ملامحها
  نظر المراهق الذى لم تُفتح امام عينيه من قبل كنوز الانثى .
تتساءل عن شعرة بيضاء بمفرق شعرها.
تلقى بأخر أوراق التوت.
تتبسم ….. تعلو ضحكاتها و لا تخلو من تنهيدات الحسرة
امام مرآتها تذكرت كلمات ذلك الصبى
الذى اخبرها بأول كلمات الغزل بدروب الحى الضيقه
قال لها حينها : ان خراط انوثتك كان مغرما جدا بالأشكال الهندسيه
وكان مغرما بدروع الحرب .....
لم تدرك معانيها حينها
لكنها اليوم تصرخ…. قد كان مغرما بدروع الحرب.
تتعالى انفاس حبيبها وهو يقترب منها
احست اعصابها تحترق
القت يداه القبض على كل قلاع الجسد المرمرية .
اخبرها ان معاركه لم تنتهى بعد
وان فلول الجيش المنهزم قد تجمعت من اجل معاودة الحرب .
ولنبل فارسها يخشى على جيش الاعداء من الموت فى انتظار الحرب .
وضعت يدها فى يده
وفرقوا فلول الجيش .
نامت ليلتها وهى تهذى بكلمات الحرب .
فى صباح الغد تستيقظ لتجد بجوار اريكتها قصاصة من اوراق الحب
كُتب عليها من زمن :
" من مات بميدان الحرب ..... لن يرجع يوما ليمارس حب "
كتبت بدموعها على نفس الورقه:
" برحيلك يا فارسى أغلقنا ميادين الحرب "