المجذوب
الى شجرة كافور عتيقة بمدخل الحارة القديمه أسند ظهره ليخرج انفاس سيجارته بطريقته المعتادة. يبدو عليه علامات التفكير العميقة . كانت انامله تتجمد من برودة الشتاء بعد منتصف ليل القاهره . كانت رحلته ستبدأ للسير على درب الهوى الذى شهد حكاية حبه . لحظات التفكير تمتد ليفيق على شرطى الدوريه يتسول سيجارته كالمعتاد. يخبره بضحكته المعهودة وهو يلقى اليه بواحدة بأنها أخر واحدة لديه . ويهم للذهاب بعيدا ليسبح فى عالم من صنع خياله
أمام احد البنايات الحكوميه يدفئ يديه على برميل قمامة مشتعل . يدعوه حارس البناية لكوب شاى يشكره بابتسامه ويواصل السير
أمام ابواب السور من حول حديقة قصر يسكنه سيد من عظماء القوم يتوقف كى يلقى نظره . يسبح بعينيه بعيدا الى تلك النافذة المضاءة. يلمح بعينيه خيالات تتراقص على انغام موسيقى لا يسمعها.
تفر من عينيه دمعه يخشى ان تفضح سره يمسحها ويضحك فى خجل .... بجوار الباب الموصد بالسور من حول حديقة تحيط بقصر يسكنه سيد من عظماء القوم يجلس ايوب البواب اعتاد ان يراه يمر امامه فى كل ليل يدعوه ليشاركه الشاى بابتسامه بسيطة يعتذر اليه و فى خجل يواصل فى الليل السير
يخرج من جيب قميصه اوراق . من بين تلك الاوراق تسقط أمامه صوره لسيدة موقع اسفلها حبيبتك ..... اسم السيدة ضاعت معالمه من كثرة قبلاته للاسم .
ينظر فى شفقه للصورة يهم ليخطفها سريعا تنشطر الصوره نصفين . نصف فى جيبه خبئه والأخر طار ليسقط فى النار اسفل ابريق الشاى .
يتساءل البواب فى حيره عن صوره يحملها مجذوب أخرس لسيدة القصر . اخبره وهو يهرب منه .وبصوت اجش باكى ... حبيبتى اسيره داخل أسوار القصر.