لا أدرى هل أعيب على الغربه أم أشكرها فلولاها ما خرجت من الدائرة الضيقه التى كنت محبوس بداخلها تعودت أن أنظر للحياة من منظور ضيق ولا تتسع مداركى سوا لأدراك وجهة نظر محليه لأحداث العالم فكل ما يقال من وجهات نظر او أخبار عبر وسائل الإعلام المحليه تصبح حقيقة لا جدال فيها ولا مزايدة عليها. ولكن من جرب الاغتراب خارج أرض الوطن يستطيع أن يرى الاحداث من منظور أوسع ووجهات نظر مختلفة
بعد كل هذه المقدمه
لابد أن أدخل فى الموضوع كما يقال فى مصر " خش فى الموضوع" عايشنا جميعا أحداث مباراة السقوط العربى بين مصر والجزائر ولقد أكرمنى الله بأن عايشتها وسط جمع من جنسيات عربيه مختلفة , الى جوارى السودانى والسعودى والمغربى والسورى واللبنانى واليمنى والمصرى المتعصب والمصرى الذى لا يدرى من المباراة سوى أنها معركة
وسط كل هذه الجنسيات كان لابد لى أن أكون سفير لبلدى فأدافع عن كرامتها واثأر لهزيمتها , الجميع لم يشاهدوا سوى أحداث المباراة المتمثله فى التسعون دقيقه وهى بحمد الله كانت خاليه من المعارك والمشاحنات ومرت مرور الكرام ولذلك فجميع العرب متيقنين أن هزيمة مصر كانت على أرض الملعب هزيمة رياضيه لم يشوبها شائبة وأن أى رد فعل من المصرين لن يكون سوى تبرير الهزيمة
ولذلك كان لابد لى أن انسحب كاتم غيظى فى صدرى ودون أن اطلق حتى اَهات الحسرة وأن أتحلى بالروح الرياضيه
ولكن ما أقلقنى ولم يسمح لى بلحظة نوم واحده ليلة هذه المباراة هى شماتة الاخوه العرب وفرحتهم البادية على الوجوه ومكالمات الجوال التى تتشفى فى مصر وهزيمتها وربما يتسع المجال لتفسير أسباب أفراح العرب لهزيمة مصر
شاهدت أحداث ما بعد اللقاء وشاهدوه العرب جميعا وانتظرت لليوم التالى لكى ألمس لديهم رد فعل يدين الهجمات الهمجيه التى تعرض لها الجمهور المصرى وللأسف صدمنى رد الفعل العربى وإليكم بعض هذه الردود
انا :- رأيت ما حدث فى بلدكم يا عم بدر " سودانى الجنسيه" ؟
بدر سودانى :- شنو حصل ؟!! يا مهندس …. لو منتخب مصر فاز وتأهل لكأس العالم ونصف الجمهور فقد حياته هل كان الإعلام المصرى سوف يقيم الافراح أم سوف يتابع الجنازات ؟
انا : نظرات استفهام
بدر :- لماذا تبرر الهزيمة؟
ابو احمد يمنى :- أين الروح الرياضيه يا مصرى؟ الجزائر هزمت منتخب مصر وانتهى الامر
سعودى :- يا مصرى هناك مثل مصرى يقول " لا تعايرنى ولا اعيرك الهم طايلنى وطايلك"
عمر المغربى :- أين القنوات المصريه عقب المباراة ؟ ماذا لم تستمر أفراحهم وطبلهم ومزمارهم؟ أين شوبير وشلبى ومصطفى عبده ؟ هم سبب هزيمة مصر هم قاموا بشحن الشعب الجزائرى وأوصلوهم لدرجة الثأر لكرامة بلدهم , واحتفلوا بفوز مصر والتأهل لكأس العالم قبل مباراة الخرطوم وزرعوا فى لاعبى منتخب مصر أنهم تأهلوا لكأس العالم عقب مباراة القاهره وأنهم ذاهبون للسودان للاحتفال فقط لا غير
رامى الفلسطينى :- يا مهندس أين الجمهور المصرى الكروى ؟! أين روابط المشجعين ؟! أين جمهور الدرجه الثالثه؟! لماذا تعاملت مصر مع المباراة على إنها مهرجان سينمائى؟ وما كل هذا العدد من الممثلين والمطربين؟ ولماذا تواجد الحزب الحاكم وسط المدرجات بلوحاته وإعلاناته وقادته؟!
انا :- صمت
فراس سورى : هزيمة مصر تمت بالقاهرة قبل مباراة الخرطوم
عامر لبنانى : يا مصرى أين رجال اتحاد الكره المصرى ونجوم الكره المصريين ليلة المباراة؟!
بدر السودانى: ليلة المباراة كان جميع أفراد اتحاد الكره الجزائرى بالسودان للتجهيز للمباراة وكانوا جميعا يد وحده . لكن اتحاد الكره المصرى كان يرقص فى مصر على قناة مودرن
من يتحمل مسؤولية الاعداد للمباراة من الجانب المصرى؟
لا تقل لى السفير ….. هل السفير لديه خبرة إعداد مباراة كره ؟ السفير يستطيع ترتب الاستقبال والمعلومات ….. لكن من يرتب الجمهور والتذاكر والحكام ؟
اتحاد الكره المصرى ترك المباراة للجزائريين يديرونها على هواهم …. شحن لجنة الفيفا والحكام واللجنة المنظمه من السودان ضد مصر وشراء تذاكر الجمهور السودانى من السوق السوداء
أعتقد كان لا بد لى من الانسحاب
لأن اى كلام سوف يقال عن الاعتداءات على الجمهور سوف تكون تبرير ولن تجدى فى الضحك على الاخوه العرب لتمتعهم بمقدار من الذكاء والفهم للأحداث اكبر مما نتوقعه نحن
فى النهاية
خلاصة ما يدركه الاخوه العرب عن الاحداث
مصر هزمت بالقاهرة قبل أن تلعب فى الخرطوم
اتحاد الكره المصرى تخاذل عن دوره وترك ساحة المباراة للجزائريين وارتمى فى أحضان القنوات الفضائيه "موسم وسبوبه كل كأس عالم وانتم طيبين " كان الإتحاد فى انتظار أن يحقق الانجازات على يد المعلم لأجل ان يشاركهم فى تقسيم الغنائم والجوائز والتصوير مع رئيس الجمهورية
الإعلام المصرى تحدث كثيرا ولكن لم يُسمع احد لأنه لم يقدم للعالم الرموز المصريه التى يحترمها والمصداقية التى تصل للقلوب ما حدث بعد المباراة كان مسرحيه هزليه تم إعداد فصولها فى استوديوهات التلفزيون وخيال المصريين
العرب تتساءل عن سر وجود الحزب الحاكم فى المدرجات
الخلاصه
اعتقد أن الخطاب الإعلامى المصرى لابد من إعادة دراسته لكى نستطيع أن نستفيد من أخطائنا وأيضا لكى نستطيع أن نكتسب حب واحترام الاخرين ونستطيع ان نصل بقضيتنا الى النقطه التى يحترمنا ويقدرنا فيها الاخرين
اعتقد أن نفس الكلام ينطبق على كل قضايانا العربية والمصرية