الخميس، 12 نوفمبر 2009

على مصطبة شيخ البلد 6

 

فيلسوف الساقيه القديمهالحمار والساقية

فى الصغر كنت دائما اتوقف عند موقف لا استطيع ان انساه كنت اتوقف كثيرا وأفكر اكثر

كنت دائما اتوقف أمام الساقيه وأنا اَرى ذلك الثور وهو مغمض العيون وهو يدور ويدور ولا يتوقف  ما كان يشغلنى ما هو شعوره ؟ هل هو مدرك لحقيقة ما يقوم به ؟ أم أنه مجبر على هذا الحال ؟ و اتسأل اذا كان مجبر فلماذا لا يثور على وضعه ولما يدور فى سكون وهدوء وانسيابية شديدة

كان والدى يصطحبنى للحقل كى أساعده  فى الجلوس بجوار الساقيه  أسفل شجرة التوت وأنا أحمل فى يدى أداه حديديه تشبه الجرس حين تتوقف الجاموسه أهزها فتسرع فى التحرك

أعتدت عليها واعتادت علىٌ, كنت كثيرا أسترئف بحالها فلا أهز الجرس بيدى بل اصبر عليها كى تستريح . ولكن شئ غريب يحدث حين لا تسمع صوت الجرس  تحرك رأسها فى الاتجاهات المختلفة تتسمع اى صوت  تبدأ فى الهمهمة بصوت  قلق كأنها تبحث عنى  كنت ارفع صوتى فأراها تهز رأسها  فرح وتبدأ فى الدوران  بسعادة محسوسة

وحين يبدأ والدى فى تحريرها من الساقيه أراها تتمسح به  وتمسح رأسها به فى علاقة  ود جميله وغريبة   

حنظله 2ما كان يشغلنى تلك العلاقة الودية التى ولدت بنى وبينها رغم كونها  مستغله فى عمل شاق وأنا  بالنسبة لها امثل الجلاد الذى يضربها حين تتوقف بلا رحمه

لا ادرى لما تذكرت هذا الموقف الان

ولكن تستوقفنى العلاقة بين الظالم والمظلوم  هل حقا تتوالد علاقة حب خفيه بينهما ؟

استوقفنى مقال  للأديب علاء الاسوانى  كان بعنوان " هل اصيب الشعب المصرى بمرض استوكهلم" وحين قرأته ادركت ان ما كنت افكر به من احاسيس تتولد بين الظالم والمظلوم هى حقيقة علميه  قتلها علماء علم النفس والاجتماع بحثاً

هناك تعليقان (2):

أم الخـلود يقول...

في اعتقادي أن هذه العلاقة نشأت لظروف معينة خلال السنوات السابقة بسبب وجود الهالة الإعلامية للظالمين والسكوت عن المظلومين..

لكن الآن الحال تغير 180 درجة فلم يعد هناك حب إلا للمصلحة فقط.

لك مني كل الود والتقدير على هذه الوقفة الإنسانية في زمن أصبح بلا إنسانية.

عصـــــــــــام الــــديــن يقول...

الشجرة الأم
شكرا على تشريفك لمدونتنا المتواضعه
اعتقد ان الحب موجود باستمرار ولكن يتطلب منا البحث عنه
تحياتى